مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 12:13:00 م
ما هو النظام الاقتصادي الأمثل؟ - سليمان أبو طافش
النظام الاقتصادي الأمثل
 تصميم الصورة: ريم أبو فخر

كما تحدثنا في المقال السابق كيف تسعى |الرأسمالية| إلى الربح بشكلٍ أساسي، وهذا قد يخلق بعض المشاكل دعونا نتابع معا لنتعرف أكثر على النظام الرأسمالي..

كيف تخسر الرأسمالية ميّزاتها مع الوقت؟

يؤدي احتكار الشركات الكبرى للسوق، إلى انعدام |المنافسة| الحرة، وهي كثيراً ما تقطع الطريق على الأفكار والابداعات الجديدة وجعلها مرهونةً بها، فلديها حقوق حماية الملكية لكل ما يمسُّ بمجال عملها، وعند ظهور أي جديدٍ فهي ستسعى لامتلاكه وإبقائه تحت سيطرتها، وبذلك ينتفي مع الوقت مبدأ السوق الحرة الذي يُعتبر أهمّ ميزات الرأسمالية.

الرأسمالية تمنع الفقراء من أن يصبحوا أغنياء:

في المجتمعات القائمة على الأنظمة الرأسمالية، يمتلك 1% من الناس 90% من |الثروة|، وهم يزدادون ثراءً، أما 99% من الناس فليس لديهم أية فرصةٍ في الصعود وتحسين أوضاعهم، ولكن ذلك لا ينفي وجود بعض الاستثناءات، فكثيراً ما سمعنا عن فقراء حققوا الثروة والمجد، ولكن ما هي نسبتهم بين الناس؟

الرأسمالية تدفع المجتمع إلى الحروب الأهلية والصراعات:

مع مرور السنوات، تزداد الفجوة بين الطبقة الثرية وعامة الشعب، ومع زيادة عوز الناس، يبدؤون بالبحث عن حلولٍ لمشكلتهم، فإذا امتلكوا ما يكفي من الوعي والإرادة فإنهم سينقلبون على الحكّام، وقد تدخل البلاد في صراعاتٍ وحروبٍ أهلية تأكل الأخضر واليابس إلى أن ينتصر أحدهما، أو يتعب الفريقان المتصارعان ويحتكمان إلى العقل والمنطق فيظهر نظامٌ اقتصاديٌ جديد.

تحوّل النظام الرأسمالي إلى نظام فاشي:

إذا انتصر فريق الأثرياء في الصراع مع عامة الناس، فإن النظام الرأسمالي سيتحول إلى نظامٍ فاشي، قائمٍ على قهر الشعوب وإذلالها واستعبادها لكي يضمن بقاءه في سدة الحكم وعلى عرش الثروة، وهذا سيقود عاجلاً أم آجلاً إلى |حربٍ أهليةٍ| جديدةٍ ولو بعد حين.

أما إذا انتصر الثائرون، فسيكون عليهم بناء نظامٍ جديد، وهذا سيكلفهم الكثير من الجهد و|المال| والوقت، وسينفقون سنواتٍ طويلةً في محاولة النهوض من جديد.

النظام الاشتراكي يراعي مصالح جميع أبنائه:

يتمتع العمّال في |النظام الاشتراكي| بالكثير من الحقوق التي لا يمتلكها أقرانهم في النظام الرأسمالي، فالحكومة ترعى شؤونهم وتنظّم القوانين اللازمة لذلك، بحيث يمتلك الجميع نفس فرص النجاح، فلا يبقى مجالٌ للاحتكار أو الاستغلال، ولا يعتمد الاقتصاد الاشتراكي على مبدأ العرض والطلب، بل يخضع لمجموعةٍ من الخطط التي تراعي مصلحة غالبية الشعب.

الدولة الاشتراكية تؤمن متطلبات أبنائها الأساسية:

يقوم النظام الاشتراكي على توفير مختلف متطلّبات الحياة لأبناء الشعب، مثل الرعاية الصحيّة والتعليم إلى جانب الحاجات الأساسية من طعامٍ وسكنٍ وغيرها، أما أسعار المنتجات المحلية والمستوردة، فهي خاضعةٌ دائماً لرقابة الدولة، التي تعمل كثيراً على دعم بعض السلع الأساسية وتوفيرها بأسعارٍ أقل من سعر التكلفة لكي تبقى في متناول الجميع.

الدولة الاشتراكية تدفع أبناءها إلى التكاتف والالتحام:

نجد في الأنظمة الاشتراكية الكثير من الجمعيات والنقابات والاتحادات التي تتعاون معاً على تنظيم مختلف شؤون المجتمع، فلا نجد مجالاً واسعاً للتنافس، أو المزايدة، فالهدف الأسمى للدولة الاشتراكية أن تجعل كافة أبنائها ينعمون بمستوً جيدٍ من المعيشة، وتدفعهم إلى الوقوف جنباً إلى جنب في مواجهة كافة الظروف والتحديات، وتنمية روح المساعدة والمشاركة بين الناس.

اقرأ المزيد ...

بقلمي: سليمان أبو طافش

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.